الجمعة، 23 سبتمبر 2011

(( يابني كن سمحاُ ))

(( يابني كن سمحاُ ))



كانت تقف تلك السيدة التي تخطت حاجز الخمسة والثلاثين من عمرها ,, أمام المحاسب في ذلك المحل التجاري ,, لتقوم بمحاسبة الأغراض التي يحتاجها منزلها .
وقفت أمام ذلك المحاسب ,, وبعد أن عرفت قيمة مشترياتها بادرت بسؤال ذلك الشاب :
الزبونة : بكم كيلو البرتقال عندكم ؟؟
المحاسب : الكيلو بثلاثة عشر ريال يا خاله .
الزبونة : وجع وجع ,, ليه انتو غاليين ,, السوبر ماركت الثاني يبيع الكيلو بعشر ريال .
المحاسب : طيب روحي أشتري من عندهم .
الزبونة : من طلب رأيك ؟؟ أمسك الفلوس ولا تكثر بربره .

قامت تلك السيدة برمي ورقة نقدية من فئة مائة ريال على ذلك المحاسب ,, وسقطت تلك الورقة على الأرض ,, وأضطر ذلك المحاسب أن يحني ظهره لمدة جاوزت نصف دقيقه في ذلك المكان الضيق ,, لسحب تلك الورقة النقدية التي أصبحت في منطقه بعيده عنه ,, وبعد استطاعته من الإمساك بتلك الورقة النقدية ,, قام با أكمال بقية عمله ,, أخذ المائة ريال ووضعها في الصندوق ,, وأخرج ما تبقى من نقود لتلك السيدة ,, وبدلاُ من أن يضعها في يد السيدة اليمنى الممتده أمامه ,, وضع النقود على الطاولة التي تفصله عن تلك السيدة ,, مما أثار غضب تلك السيدة التي قالت :
السيدة : يا حيوان ليه ما حطيت الفلوس بيدي ؟؟ 
المحاسب : أنا على الأقل حطيتها على الطاولة ,, ماني مثلك رميت الفلوس على الأرض .
السيدة : أقول كل ** (( كلمة قبيحة للغاااااااايه تتكون من حرفين )) ثم أكملت كلامها وقالت : والله لا أربيك يا *** ,, أنا صديقتي أميرة ,, والله لا أخليها تفصلك من وظيفتك وأقطع رزقك .


ثم غادرت تلك السيدة ذلك المكان ,, تاركه خلفها العديد من علامات الاستفهام التي تواجدت على وجوه الأشخاص المتواجدين في ذلك المحل التجاري .

((الموقف هذا حدث لأبن عمي المراهق بسام ,, الذي كان يعمل في إجازة الصيف الماضي في أحد المحلات التجارية الكبيرة في العاصمة ))

يا بني ,, إياك أن تسيء أدبك عندما تشتري شيئاُ ما مع الشخص الذي باعك ذلك الشيء ,, أو أن تسيء أدبك مع شخص أشترى منك شيئاُ وأنت بعته ذلك الشيء با إرادتك .
لا تصبح مثل الذين يقضون أوقاتهم في المطاعم وفي المحلات التجارية يتناقشون عن ارتفاع الأسعار مع العاملين في تلك المحلات ,, أن كانت لديك ملاحظة ما ,, فلتحتفظ بكلامك ,, ولتبحث عن المسئول عن ذلك المطعم أو المحل التجاري ,, ووجه أنتقاداتك على مسامع الشخص المسئول ,, وأن لم يبدي أي تجاوب مع ملاحظاتك وأنتقاداتك ,, فوجهها مع المسئولين المختصين بحماية المستهلك .
لا تصبح مثل الذين يصرخون في وجوه الأجانب التعساء الذين يعملون في المطاعم والمحلات التجارية ,, فهم مجرد عمال ليست بأيديهم سلطة .
وكذلك عند قضائك لأمر في دائرة حكومية ,, كن سمحاُ مع الموظفين ,, وتلمس لهم العذر في حال صدور شيئاُ غير إرادي منهم ,, وتأكد بأن أي شخص موظف يتمنى أن يقوم بعمله على أكمل وجه ,, وأن حصل منه تقصير في عمله ,, حدثه باللين ,, ولا تكن فظاُ وسليط اللسان ,, فأنك تهدم ,, ولست تبني بتلك التصرفات .

وإذا لم يعجبك السعر أو الجودة مثلاُ ,, فأنت لست مضطر للشراء ,, وإذا أبخس شخص ما بضاعة تريد بيعها ,, فأنت لست مجبور على بيع بضاعتك بذلك الثمن البخس ,, وأنت فعلت فلتكن السماحة تعتلي محياك وتصرفاتك .

باختصار : يا بني كن سمحاُ إذا اشتريت,, وسمحاُ إذا اقتضيت ,, وسمحاُ إذا بايعت . 
تنفيذاُ لقول الرسول المصطفى علية الصلاة والسلام ‏(( رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ‏ ))






















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق